قالت حركة "حماس" يوم الثلاثاء إنها مستعدة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، استنادًا إلى خطة الرئيس الأمريكيى دونالد ترامب، لكنها ما زالت متمسكة بمطالبها، بينما يتوجه رئيس الوزراء القطري وكبار الوسطاء الأمريكيين إلى مصر لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل.
وجاءت التطورات في الذكرى الثانية لهجوم حماس على إسرائيل الذي أشعل الحرب في غزة، حيث عبر ترامب عن تفاؤله بتحقيق تقدم نحو اتفاق شامل، مؤكدًا أنه يرى "إمكانية لتحقيق سلام في الشرق الأوسط يتجاوز حدود غزة"، على حد قوله خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد علقت المفاوضات مساء الثلاثاء وسط أجواء أكثر إيجابية من اليوم السابق، فيما يتوقع أن يكون يوم الأربعاء حاسمًا لتحديد إمكانية تحقيق تقدم حقيقي، خاصة مع انضمام كبار الوسطاء إلى المحادثات.
وقال مسؤول قطري إن رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سيشارك في جولة الأربعاء في منتجع شرم الشيخ المصري، "بهدف الدفع نحو تنفيذ خطة وقف إطلاق النار في غزة واتفاق تبادل الأسرى".
وأكد القيادي البارز في حركة حماس، خليل الحية، في تصريحات لقناة الإخبارية، أن وفد الحركة جاء إلى مصر "للانخراط في مفاوضات جدية ومسؤولة"، مشددًا على أن الحركة تريد اتفاقًا يضمن إنهاء الحرب ومنع تكرارها.
ومنذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، قُتل نحو 67 ألف فلسطيني، وفقًا لسلطات غزة، فيما قُتل 1,200 إسرائيلي وأُسر 251 شخصًا نُقلوا إلى القطاع.
ورغم أن المحادثات الجارية تعد الأكثر جدية حتى الآن، دعا مسؤولون من الجانبين إلى توخي الحذر في التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق سريع، وعلى الجانب الآخر، يأمل الفلسطينيون في نهاية الكارثة الإنسانية التي يعيشونها منذ عامين، بينما يترقب الإسرائيليون الإفراج عن 48 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة.
وقال مسؤول في حماس، فوزي برهوم، إن الوفد المشارك في المفاوضات "يعمل على تجاوز العقبات كافة للوصول إلى اتفاق يلبي تطلعات شعبنا في غزة"، مضيفًا أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقف الحرب وانسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع وهو مطلب ترفضه إسرائيل حتى الآن، التي تشترط بدورها نزع سلاح حماس.
وأضاف أن الحركة تسعى إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وبدء عملية إعادة إعمار واسعة تحت إشراف هيئة فلسطينية وطنية مستقلة، فيما شددت فصائل فلسطينية أخرى على "موقف المقاومة بكل الوسائل"، مؤكدة أنه "لا أحد يملك حق التنازل عن سلاح الشعب الفلسطيني".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر منصة "إكس" إن إسرائيل تمر بـ"أيام مصيرية من اتخاذ القرار"، متعهدًا بمواصلة العمليات العسكرية حتى "تحقيق جميع أهداف الحرب، وعلى رأسها استعادة الرهائن، وإنهاء حكم حماس، وضمان ألا يشكل قطاع غزة تهديدًا لإسرائيل مرة أخرى".